الأربعاء، 23 مايو 2012

الشيخ/ أبو مهدي عيسى بن إسماعيل بن موسى


(تُوفّي في شهر ذي القعدة لعام 971هـ يُوافِقه سنة 1564)

عَلَم مِن أعلام قرية مليكة بوادي مزاب (جنوب الجزائر).
أصله مِن عرش أعراب أولاد نايل بالجزائر.

نشأ على المذهب المالكي، ثمَّ تحوَّل إلى المذهب الإباضيِّ، وصار مِن أعلامه.

أخذ العِلم عن شيخ زمانه بوادي مزاب: الشيخ عمِّي سعيد الجربي. وهو مِن أنجب تلاميذه.

وأخذ عنه أيمَّة ومشايخ منهم: الشيخ محمَّد بن زكرياء الباروني النفوسي، والشيخ داود بن إبراهيم التلاتي الجربي، والشيخ بامحمَّد بن عبد العزيز اليسجني، والشيخ أبو زكرياء بن أفلح، والشيخ سعيد بن علي، والشيخ حيُّو بن دودو.

استقرَّ به المطاف في قرية مليكة. ولا يُستبعَد أن يكون شيخه هو الذي وجَّهه إليها إحياء للعِلم بها، وهي المهمَّة التي تولاَّها الشيخ عمِّي سعيد الجربي بغرداية بخاصَّة وبميزاب بعامَّة.

وكان قد تولَّى مشيخة مليكة في عهد أستاذه، فكان دأبهما أنَّهما يجتمعان كلَّ يوم في مشهد مشهور بيْن بلدتي مليكة وغرداية، يُعرف إلى اليوم باسم "أدْجَّايَنْ"، يَتذاكَران فنون العِلم، وكانا مُتحابَّين في الله تعالى.

اشتهر أبو مهدي عيسى بالعِلم والفهم والاجتهاد والورع.

وكان يُنافِح عن اختياره للمذهب الإباضي، ويُوضِّح حججه واقتناعه بهذا الاختيار. كما دافع عن زميله الشيخ أبي محمَّد عبدالله المرزوقي، الذي تبنَّى المذهب الإباضي مثله.

له تآليف عديدة في مختلف فنون العِلم، فمِن آثاره:

مجموعة مِن الرسائل والردود والأجوبة، منها: رَدُّه على البهلولي أبي الحسن البهلولي الذي كفَّر الإباضيَّة.

رسالة بليغة في الردِّ على بعض الطاعنين في المذهب الإباضيِّ، يُدافِع فيها عن زميل له تمذهب بمذهب أهل الحقِّ والاستقامة، وهذا عام 929هـ (يُوافِقه سنة 1522).

رسالة إلى أهل وارجلان، يدعوهم فيها إلى الصراط المستقيم.

جواب في قضيَّة خلق القرآن.

جواب لأهل عُمان، على أسئلة وردت إليه في الأصول والفروع.

رسالة في معنى التوحيد والوحدانيَّة والألوهيَّة والربوبيَّة.

رسالة في إعراب كلمة الشهادة.

«موازين القسط».

وله شعر رائق جميل، منه:

مقطوعتان شعريَّتان في العقيدة.

منظومة وصيَّة معشر الشبَّان، ولها شرح لمجهول.

قصيدة في المواعظ والأدب والنصائح والزهد.

يقول الشيخ أبو اليقظان: وله ديوان شعر.

كان الشيخ أبو مهدي عيسى مِن الرافضين لطرد أولاد عبدالله مِن مليكة، ولمَّا غلب على أمره، وأُخرِج هؤلاء فعلا اعتصم في داره اثنتي عشرة سنة لم يخرج للناس.

لمَّا توفِّي اتُّخذت روضته -في المقبرة المعروفة باسمه إلى اليوم «مقبرة الشيخ سيدي عيسى»- مقرًّا للعزَّابة عند انعقاد مجلسهم الرسميِّ للقصور السبع.

بعد وفاته عام 971هـ (يُوافِقه سنة 1564) خَلَفَه في مشيخة قرية مليكة أحد تلاميذه، وهو الشيخ حيُّو بن دودو.

منقول مع شيء مِن التصرّف مِن:
كتاب: معجم أعلام الإباضية (قسم المغرب)
الذي أصدرته جمعية التراث بالقرارة
(وادي مزاب - جنوب الجزائر).



ليست هناك تعليقات: