الاثنين، 25 يونيو 2012

غرداية تبكي لفقيدها الشيخ حمو (آت موسى) رحمه الله

يمر الرجال ويبقى أثرهم شاهدا عليهم، ودعت غرداية قطبا من أقطابها هذه الأيام، ورمزا من رموز تراثها وذاكرتها، هو شاب في مقتبل العمر، شاء الله أن يختاره لجنبه تاركا وراءه ذكرا حسنا طيبا.
هو الشاب الطموح، الشيخ بعلمه وحكمته حمو بن عيسى الحاج سعيد الملقب بالشيخ ن أت موسى، رحل فجأة بعد الحملة الكبرى لنظافة مدينة غرداية والتي كان فيها جنديا من جنود الله متقدما الصفوف، مثابرا محمسا لكل من حوله.
كتب عنه الأستاذ كمال رمضان نبذة تعريفية عن حياته الحافلة بالمحطات الهامة الجديرة بالذكر نوردها كما جاءت فإليكموها:

بطاقة تعريفية للمرحوم: الحاج سعيد حمو بن عيسى (آت موسى)
- هو من مواليد 2 جانفي 1970 بغرداية.
- ترعرع في أسرة محافظة عرفت بالأصالة والمحافظة على التراث في مجال الفلاحة في خدمة النخلة وكل ما يتعلق بها.
- بدأ في خدمة النخلة مبكرا مع والده.
- كان عضوا بارزا في هيئة أمناء السيل لتقسيم مياه الغدير للجهة الشرقية لواحة غرداية منذ أزيد من عشرين سنة.
- عمل منذ أزيد من عشرين سنة في مجال تصريف مياه الغدير بالواحة، حيث كان يعد من الأوائل الذين ينذرون الناس بقدوم الغدير فيطلق طلقات البارود مدوية في السماء إنذارا بقدوم الوادي سواء كان غديرا أو فيضانا فيقوم في الميدان رفقة هيئة أمناء السيل الأبطال ليلا أو نهارا بتصريف مياه الغدير في الواحات والبساتين لري النخيل وسقي الآبار.
- كان عضوا بارزا في القارابيلا والبارود يحيي الحفلات في العرائس والمناسبات المحلية والوطنية والدولية.
- كان له دورا رياديا في خدمة نظام المحاضر التي تقام أيام الجمعة في المقابر.
- كان له دور رياديا في عادة "زيارة المقابر" التي تنظم سنويا في فصل الربيع.
- كان عضوا ناشطا وبارزا في الحملات التطوعية التي تقام دوريا بواحة غرداية مع حلول فصل الصيف وحلول فصل الخريف.
- ساهم بحيويته وحماسه في بعض مشاريع حيوية تاريخية تتعلق ببناء بعض السدود كمشروع سد لشبور الذي بدأت الأشغال به سنة 1995.
- كما ساهم أيضا في مشروع سد موسى بوكراع بواحة غرداية الذي بدأت به الأشغال في شهر نوفمبر 2003 وانتهت في جانفي 2005.
- إشتغل منذ أزيد من 30 سنة في خدمة النخلة من تلقيحها وتنقيتها وجني التمر في كل واحات وادي مزاب خاصة في غرداية ومليكة ومتليلي حتى عرف باسم " شيخ النخيل"
- كان مرافقا مثاليا لأزيد من عشر سنوات في رحلات العلامة الراحل الشيخ الناصر المرموري رفقة طلبة زنجبار لبعثة الحياة بالقرارة إلى مدن الشمال للإستجمام وكان خادما متواضعا بشوشا محسنا.
- كان دوما يقدم نفسه للسياح والزائرين بأنه يشتغل في المهنة التي تركها الناس"طلوع النخلة والنزول في عمق البئر"
- مثل تراث وادي مزاب في الكثير من المحافل الوطنية والثقافية مع فرقة البارود والقارابيلا.
- ساهم بفعالية في ترشيد الفريق التقني من الخبراء في مشروع الأمم المتحدة في " مشروع الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع النباتي" سنة 2001.
- مثل تراث وادي مزاب بمدينة مارسيليا بفرنسا سنة 2003 بمناسبة تظاهرة الجزائر بفرنسا.
- من نوادره لما كان في مهمة للمشاركة فرنسا سنة 2003 رافق معه فسيلة صغيرة ليزرعها في مارسيليا، منعته شرطة المطار، لكنه قال لهم: "هذه عمتي لا بد أن ترافقني وإلا فلن أدخل فرنسا"، وفي الأخير ما كان للشرطي إلا أن سمح للشيخ آت موسى بالسفر.
- ساهم بفعالية في مشروع الإتحاد الأوروبي GTZ لتدعيم المحافظة على البيئة في شهر جوان 2005 وهذا بتنظيم حملات تطوعية لغرس النخلة بمنطقة التوزوز بواحة غرداية وهذا بحضور المئات من الأطفال وتلقينهم تقنيات غرس النخلة وطلوعها.
- شارك في عدة دورات تكوينية كمشروع الأمم المتحدة في " مشروع طرق القصور " مع مجموعة من المتربصين الممثلين لكل من قصري مليكة ومتليلي بمدينتي تيميمون وتاغيت في شهر ماي 2008
- كان مرشدا سياحيا عصاميا غيورا على تراث وادي مزاب خاصة تراث نظام تقسيم المياه بواحة غرداية وكان له الحظ أن رافق المئات من الوفود الرسمية والسياح والطلبة والباحثين.
- وفي سنة 2006 وفي إطار المشروع الدولي – صحاري العالم- كان له الحظ في ترشيد أزيد من 250 شخصية عالمية من وزراء وخبراء عالميين.
- كان له الحظ في مرافقة الفريق الصحفي الياباني لقناة NHK الفضائية وإنجاز شريط وثائقي حول "تراث وادي مزاب تراث عالمي" في شهر أكتوبر 2007.
- لعب دورا رياديا منقطع النظير في نكبة الفيضان وقد كان مجاهدا في الميدان بشهادة جميع من شاهده.
- كان رحمه الله دوما جريئا يجاهر بالحق همه الأوحد هو المحافظة على تراث وادي مزاب وإعادة الإعتبار للواحة بعد نكبة فضيان 2008.
- كان دوما ينادي بحملات التطوع لإعادة بريق مجرى وادينا إلى أن استجاب الله العلي القدير بتنظيم الحملة الكبرى يوم الجمعة الماضي 22 جوان وكان في الميدان بالقارابيلا والعايدي يبث في نفوس المتطوعين الحيوية والنشاط، وهي مسك الختام للمرحوم إلى أن شاءت قدرته تعالى أن يرحل عنا آت موسى بعد يومين من الحملة الكبرى لتنظيف الوادي.... وانطفأت شعلة الشيخ آت موسى أمسية يوم الأحد 24 جوان 2012 ووري التراب أمسية يوم الإثنين 25 جوان 2012 بمقبرة عوقبة بغرداية وسط جمهور حاشد من الحاضرين في جنازة مهيبة للفقيد ....
تغمد الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وتغمده الله برحماته الواسعة.


صور من حياته:
صورة للمرحوم التقطها له الأستاذ كمال رمضان أياما قبل وفاته
حصة تدريبية لفائدة الأطفال في فنون النخلة وأسرارها
المرحوم يقدم شروحات حول تقاسيم المياه لفائدة جمعية زارت للمدينة
علاقة خاصة بين المرحوم والنخلة، يهتم بها ويكون الأجيال على ذلك
في نشاط من أنشطته بالواحة
المرحون في موكب من مواكب أمناء السيل بغرداية

رحم الله الفقيد، وأسكنه فسيح جنانه... إنا لله وإنا إليه راجعون


ليست هناك تعليقات: