الأحد، 3 يونيو 2012

وادي مزاب ضيف الأسبوع الافريقي لليونيسكو بباريس

تمثل منطقة وادي مزاب المدينة التاريخية التي أبهرت أعظم المعماريين في العالم والتي صنفتها منظمة التربية والعلوم والثقافة [اليونيسكو] تراثا عالميا منذ سنة 1982، الجزائر في الاسبوع الافريقي للوكالة الأممية بالعاصمة الفرنسية باريس الذي يحمل هذه السنة شعار التنمية المستديمة.
ينقسم الجناح الجزائري الذي تؤطره جمعيات أصدقاء مزاب وتيسيت مزاب لبني يزقن إلى فضائين يمثل الأول صورا عن وادي مزاب ومجموعة أخرى من الصور حول حياة سكانه أما الثاني المسمى بازار فيتضمن منتجات تقليدية محلية سيما الزرابي وأدوات وأواني تقليدية مستعملة في مختلف الاشغال اليومية على مستوى قصور وواحات المنطقة (600 كلم جنوب الجزائر العاصمة).
في هذا الصدد أشار مسؤول المبادلات بجمعية تيسيت ميزاب إبراهيم بازملال إلى أن هذه المشاركة في الأسبوع الإفريقي ترمي إلى التعريف بغنى التراث الجزائري سيما من خلال وادي مزاب، وأكد لواج ان “الأسبوع الثقافي عمل بيداغوجي يعد ضروريا في هذا الخصوص واعترف بإنه اندهش لدى استقباله بجناح الجزائر مجموعة تلاميذ ثانويات من بينهم جزائريون يجهلون الموقع الجغرافي لوادي مزاب”.

و يرى رئيس جمعية أصدقاء مزاب [الموجودة بليل الفرنسية] الكوميدي كريم بلحاج أن الأمر يتعلق من خلال هذه المشاركة بتمثيل الجزائر “بشكل محترم” سيما وأنها تحتفل خلال هذه السنة بالذكرى ال50 لاستقلالها وتقديم شهادات تؤكد على مدى “التقدم” الذي كان يتميز به الاسلاف سيما في المعمار التقليدي وجمع وتوزيع المياه.
من جهته أكد عضو في الوفد الجزائري باليونيسكو عويشة مراد الروبريني أن اختيار منطقة وادي مزاب في هذا الأسبوع الإفريقي مرده إلى أن هذه المنطقة معروفة بتراثها المعماري الذي يدخل في إطار التنمية المستديمة التي تعد من المبادئ التي تدعو اليها اليونيسكو.

وفي محاضرة بعنوان “وادي مزاب والتنمية المستديمة” أشار الكاتب والمختص الأنثروبولوجي إبراهيم شريفي إلى انطلاقة النمو الحضري في المنطقة و ذلك ابتداء من القرن ال11 سيما من خلال تدفق السكان الأمازيغ نحو الواحات هروبا من الهلاليين (بني هلال).
وأضاف إن آثار التطور الاقتصادي تعد أكثر وضوحا سيما خلال النصف الثاني من القرن ال20 وأدى ذلك إلى تغيير في البنية الحضرية للوادي كما استعرض التنظيم الجديد للمدينة المزابية مع وصف الطراز المعماري الذي هو من النوع الدائري يفضل المرتفعات مع الامتداد من الأعلى إلى الأسفل.
كما أن الأزقة والشوارع تؤدي إلى السوق وهو الفضاء الذي يختلف تماما عن المسجد الذي يعتبر مكانا مقدسا يتم بناؤه عموما في المنطقة العليا في موقع ثقافي قديم. وأضاف المحاضر أن المدينة المزابية تم تصميمها وإنشاؤها لأغراض دفاعية وهي محاطة بأسوار وأبراج مراقبة، وهي تتكون من نظام معماري يراعي الجانب المناخي ومعمار متكون من قصور وواحات تضم زراعة المصطبات يتم ريها بنظام قديم لجمع وتوزيع المياه.
وقد تم بناء المدينة ما بين 1012 و 1040 و هي تتكون من عاصمتها غرداية وقصور العطف وبونورة وبني يزقن ومليكة.
أما الأسبوع الافريقي [21 - 25 ماي] الموعد السنوي لليونيسكو فهو من تنظيم المجموعة الإفريقية للبلدان الأعضاء في اليونيسكو و تترأسه هذه السنة جنوب أفريقيا وهو يرمي إلى توضيح رؤية أفريقيا تجاه تثمين تنوع تراثها الثقافي والفني.

ليست هناك تعليقات: